اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 351
ويعتبرون الأولى ألا توصي.. لتقوم الأمة بأمر نفسها من غير أن تستند إلى
ما تراه صالحا لها.
هذه مجرد نماذج عن تلك الصورة التي يصورونك بها ـ سيدي ـ ولهذا يرون أنك
يمكن أن تخطئ وتتوهم وتغفل.. وتصيبك كل الآفات التي تحول بينك وبين الإدراك الصحيح
للأشياء.. وكل ذلك لجهلهم بالنبوة، ومرتبتها العالية السامية التي لا يمكن
إدراكها.
فأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل لك إلى الله أن أعرفك كما أنت، لا كما عرفوني بك..
فأنت ـ سيدي ـ أحكم الحكماء، وأعلم العلماء، وأذكى الأذكياء.. وأنت الذي لو اجتمعت
عقول العالمين جميعا ما عدلت عقلك.. ولو اجتمع إيمانهم ما عدل إيمانك.. ولو اجتمعت
حكمتهم ما عدلت حكمتك.. وأنى لهم ذلك وأنت ولي الله الأعظم، ورسوله الأكرم.
وأسألك ـ سيدي ـ وأتوسل بك إلى الله أن يهبني من الذكاء والحكمة وكل أدوات
الإدراك، ما يعينني على فهم حقائق الأشياء كما هي، لا كما يصورونها لي، وأن يسددني
في ذلك كله، ويلهمني، حتى أكون أهلا لصحبتك ومعيتك، إنك أنت الوسيلة العظمى، وصاحب
الجاه العظيم.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 351