responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 334

الصادق الأمين

سيدي يا رسول الله.. أيها الصادق الذي شهد له كل شيء بالصدق.. الأمين الذي أقر له كل شيء بالأمانة.. حتى صار لقبه في العالمين: الصادق الأمين.

وكيف لا تكون كذلك سيدي، وأنت الذي حُّملت أعظم رسالة، وكُلّفت بأضخم مهمة، وأنيطت بك أثقل أمانة.. فأديتها بكل دقة ورعاية وإتقان، وبجميع تفاصيلها، ظاهرا وباطنا، حتى لقيت الله تعالى، وقد أديت كل ما عليك من تكاليف..

وقد شهد الله لك بذلك، فقال: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (32) وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 32، 33]

وقد أثبتت الأيام صدق كل ما ذكرته، فلا استطاع العلم ولا التطور ولا التقدم التقني ولا العقول البشرية الكثيرة، ولا المؤسسات العلمية الضخمة، أن تكذب حرفا واحدا مما جئت به، بل كلها أقرت لك بالصدق، وأنك بلغت كل ما كُلفت به من غير زيادة ولا نقصان.

وأثبتت الأيام معها عظيم نصحك لأمتك التي خالفتك في كثير من وصاياك؛ فنزل بها ما نزل بالأمم قبلها من البعد عن كتابها وهديك، فآل حالها إلى الضعف والاستبداد والتفرق، ولو أنها اتبعت وصاياك، ونفذت تعاليمك كما بلغتها، لكانت أفضل الأمم، وأقواها، وأطهرها، وفي جميع العصور.

ولم تكن الأيام فقط هي التي شهدت لك بذلك ـ سيدي ـ بل إن قومك أنفسهم، أولئك الذين نصبوا لك العداء، كانوا أكثر الناس تصديقا لكم، لكن الكبر والظلم والعتو

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست