اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
وليتهم
قرأوا معها تلك الشهادات الكثيرة التي شهد بها من عايشوك، ليعرفوا سر تفطر أقدامك،
وأنت قائم وراكع وساجد لربك.
فقد
حدث صاحبك حذيفة عن ليلة من ليالي تعبدك لربك، وكيف حاول أن يتأسى بك فيها، لكنه
عجز عن ذلك، فقال: قام النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ليلة وهو يصلي في المسجد، فقمت أصلي وراءه يخيل إلي أنه لا يعلم، فاستفتح بسورة
البقرة، فقلت: إذا جاء مائة آية ركع، فجاءها فلم يركع، فقلت: إذا جاء مائتي آية
ركع فجاءها فلم يركع، فقلت: إذا ختمها ركع فختمها فلم يركع فلما ختم، قال: (اللهم
لك الحمد)، ثم استفتح آل عمران فقلت: إذا ختمها ركع فختمها ولم يركع وقال: (اللهم
لك الحمد)، ثم استفتح النساء، فقلت: إذا ختمها ركع، فختمها فلم يركع وقال: (اللهم
لك الحمد) ثلاثا ثم استفتح بسورة المائدة، فقلت: إذا ختمها ركع، فختمها فركع
فسمعته يقول: (سبحان ربي العظيم)، ويرجع شفتيه فأعلم أنه يقول غير ذلك، فلا أفهم
غيره، ثم استفتح بسورة الأنعام، فتركته وذهبت[1].
وذكر
موقفا آخر، فقال: أتيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ذات ليلة لأصلي بصلاته، فاستفتح الصلاة فقرأ قراءة ليست بالرفيعة
ولا الخفيفة، قراءة حسنة يرتل فيها يسمعنا، قال: ثم ركع نحوا من سورة قال ثم رفع
رأسه فقال: (سمع الله لمن حمده ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة)، ثم قام
نحوا من سورة، وسجد نحوا من ذلك حتى فرغ من الطول وعليه سواد من الليل[2].
وذكر
موقفا آخر، فقال: لقد لقيت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعد العتمة، فقلت: يا رسول الله ائذن لي أن أتعبد بعبادتك فذهب
وذهبت معه إلى البئر، فأخذت ثوبه فسترت عليه،