responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222

فليتك إذ لم ترع حق مودتي

فعلت كما الجار المجاور يفعل

فبكيت، ثم عاتبت ابنه على سلوكه، وقلت له: (أنت ومالك لأبيك)[1]

ومن الأمثلة على ذلك إخبارك أصحابك عن أسئلتهم قبل أن يسألوها، ومما يرى في ذلك ما حدث به وابصة بن معبد قال: جئت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأنا لا أريد أن أدع من البر والإثم شيئا الا سألته عنه، فأتيته، وهو في عصابة من المسلمين حوله، فجعلت أتخطاهم لأدنو منه، فانتهرني بعضهم، فقال: إليك يا وابصة عن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم؟ فقلت: إني أحب أن أدنو منه، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (دعوا وابصة، ادن مني وابصة)، فأدناني حتى كنت بين يديه، فقال: (أتسألني أم أخبرك؟) فقلت: لا، بل تخبرني، قال: (جئت تسأل عن البر والإثم؟) قلت: نعم، فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري وقال: (البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في نفسك، وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك)[2]

وحدث آخر أنك كنت جالسا في مسجد الخيف، فأتاك رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف فلما سلما، قالا: جئناك، يا رسول الله، لنسألك، فقلت لهما: (إن شئتما أخبرتكما بما تسألاني عنه فعلت، وان شئتما أن أسكت وتسألاني فعلت)، فقالا: لا، أخبرنا يا رسول الله، نزدد إيمانا أو نزدد يقينا.. فقلت لأحدهما: (جئت تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه، وعن طوافك بالبيت، ومالك فيه، وركعتيك بعد الطواف، ومالك فيهما، وعن طوافك بالصفا والمروة، وعن وقوفك بعرفة، ومالك فيه، وعن رميك الجمار ومالك فيه، وعن نحرك ومالك فيه، وعن حلاقك رأسك،


[1] رواه البيهقي.

[2] رواه أحمد وأبو يعلى.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست