اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 206
من بئر كانت لنا في دارنا، وكانت تسمى في الجاهلية (النزور) فتفل فيها
فكانت لا تنزح بعد.
ومثل ذلك ما حصل ببئر الحديبية، فعن البراء وسلمة بن الأكوع قالا: قدمنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحديبية، ونحن أربع
عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها، فلم نترك فيها قطرة، فقعد رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على شفيرها، قال
البراء: وأتي بدلو فيه ماء فبصق ودعا، ثم قال: (دعوها ساعة) وقال سلمة: فجاشت،
فأرووا أنفسهم وركابهم بالماء، فسقينا واستقينا)[1]
ومثل ذلك ما حصل ببئر غرس بالمدينة، فعن أنس قال: جئنا مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى قباء، فانتهى إلى بئر غرس، وإنه ليستقي منه
على حمار، ثم نقوم عامة النهار ما نجد فيها ماء، فمضمض في الدلو ورده، فجاشت
بالرواء[2].
ومثل ذلك ما ورد في الروايات الكثيرة من بركاتك على الماء القليل، فيتحول
إلى كثير، ومن تلك الروايات ما حدث به أنس قال: كنا في سفر مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فقال لأبي قتادة: (أمعكم ماء؟)، قلت: نعم، في ميضأة فيها شيء من ماء، قال: (ائت
بها)، قال: فأتيته بها، فقال لأصحابه: (تعالوا مسوا منها فتوضئوا)، وجعل يصب
عليهم، فتوضأ القوم، وبقيت جرعة، فقال: (يا أبا قتادة، احفظها، فإنها ستكون لها
نبأ).. فذكر الحديث إلى أن قال: فقالوا: يا رسول الله، هلكنا عطشنا، انقطعت
الأعناق، فقال: (لا هلك عليكم)، ثم قال: (يا أبا قتادة، ائت بالميضأة)، فأتيته
بها، فقال: (أطلقوا لي قدحي)، فحللته فأتيته به،
[1]
رواه البخاري ومسلم، وفي غير روايتيهما من طريق ابن شهاب فأخرج سهما من كنانته
فوضعه في قليب بئر ليس فيه ماء فروى الناس حتى ضربوا بعطن خيامها.