responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204

ثمانية فما زال ذلك أمره حتى دخل عليه ثمانون رجلا كلهم يأكل حتى يشبع، ثم دعاني وأمي وأبا طلحة، فقال: (كلوا)، فأكلنا حتى شبعنا، ثم رفع يده، فقال: يا أم سليم، أين هذا من طعامك حين قدمتيه؟ فقالت: بأبي أنت وأمي، لولا أني رأيتهم يأكلون لقلت: ما نقص من طعامنا شيء[1].

ومثل ذلك ما حصل في غزوة تبوك، حيث أطعم رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم جيش المسلمين من طعام فئة قليلة من الناس، فقد حدث ابن عباس قال: لما نزل رسول الله a مر الظهران في عمرته بلغ أصحابه أن قريشا تقول: ما يتباعثون من العجف، فقال أصحابه: لو انتحرنا من ظهورنا، فأكلنا من لحمه وحسونا من مرقة لأصبحنا غدا ندخل على القوم وبنا جمامة فقال: (لا تفعلوا، ولكن اجمعوا لي من أزوادكم)، فجمعوا له، وبسطوا الأنطاع، فأكلوا حتى تولوا، وحثا كل واحد منهم في جرابه [2].

هذه ـ سيدي ـ بعض بركاتك المرتبطة بالطعام، والذي كان الناس في ذلك الحين في أشد الحاجة إليه.. وهكذا كانت بركاتك على المياه، والتي كانت الحاجة إليها، لا تقل عن الحاجة إلى الطعام، خاصة في تلك البلاد المجدبة.. فقد رويت من بركاتك فيها الكثير، فقد كانت بركاتك تتنزل على الآبار الجافة، فتتحول إلى آبار مملوءة ماء.. وتتنزل على المياه المالحة، فتتحول إلى مياه عذبة.. وتتنزل على المياه القليلة، فتتحول إلى مياه كثيرة.

ومما يروى في ذلك بركاتك التي تنزلت على بئر بتبوك، فقد قلت لأصحابك حين


[1] رواه مسلم (143 / 2040) والبيهقي في الدلائل 1 / 963 وأبو نعيم في الدلائل 148 وانظر المجمع 8 / 306.

[2] رواه أحمد231.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 204
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست