responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144

رسول الله a المدينة انجفل ( أسرع ) الناس إليه، فكنت فيمن جاءه، فلمّا تأملت وجهه، واستثبته علمت أنّ وجهه ليس بوجه كذاب!، وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: أيها الناس! أفشوا السّلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام )

ولم يكتف بذلك، بل راح يسألك بالعلم الذي لا يجده إلا في كتبهم؛ فلما رأى أنك الموعود الحقيقي، راح يشهد لك بالنبوة، ويقول لك: (يا رسولَ اللهِ، إن اليهود قوم بُهْت، فاسألهم عنِّي قبل أن يعلموا بإسلامي)

فلما جاء اليهود، وقلت لهم: أي رجل عبد الله بن سلام فيكم؟!، قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأفضلنا وابن أفضلنا.. فقلت لهم ـ لتقيم الحجة عليهم بمن يعتبرونه حبرهم وعالمهم المفضل ـ: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟!.. فقالوا: أعاذه الله من ذلك.. وحينها خرج إليهم عبد الله وهو يقول: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله)، حينها تغير موقفهم منه وقالوا: (شرُّنا وابن شرِّنا)، وتنقصوه، فقال عبد الله بن سلام: (هذا ما كنتُ أخاف يا رسولَ الله )

ولم يكن عبد الله بن سلام هو الوحيد الذي تواضع للحق الذي رآه وسمعه وقرأه في كتبه التي يقدسها، وإنما يوجد أمثاله الكثير من الذين كانوا أئمة في أديانهم، لكنهم عندما رأوك في كتبهم راحوا يخلعون ثوب العناد، ويتبعونك.

لقد أنزل الله تعالى في عبد الله بن سلام وغيره من الذين تركوا العناد، واتبعوك قوله: Pلَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113) يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (114) وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 144
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست