responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14

الذي لم يكن يستمد من سراج الله الذي نصبه لعالم الأرواح، بل كان يستمد من نيران الشياطين التي كانت تخدع البشر..

لقد ذكر الله تعالى ذلك الموقف الشديد، وحذرنا منه أبلغ تحذير، فقال: ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)﴾ [الحديد: 13، 14]

هؤلاء ـ سيدي ـ الذين أعرضوا عنك، وعن وصاياك، وراحوا يتصورون أنهم يمكنهم أن يحولوا من أهوائهم سرجا بديلة لسراجك، فخدعتهم أحوج ما كانوا إليها.

لقد كذبوا على أنفسهم في الدنيا، فلذلك كذبت عليهم أنفسهم هناك..

هناك ـ سيدي ـ يمتلئ بالحزن والأسى والألم كل من أعرضوا عن سراجك المنير، وراحوا لتلك السرج المزيفة يستضيئون بها، فأكلوا من ثمارها سموما، وربوا في حقول نفوسهم حيات وعقارب.. سرعان ما كشرت لهم عن أنيابها عندما أزيل ستار التمويه، ورأى الخلق الحقائق.

لقد ذكر الله تعالى ذلك، وحذر منه أبلغ تحذير، فقال: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة: 166، 167]

هؤلاء ـ سيدي ـ هم أولئك الذين أعرضوا عن نورك، وعن سراجك المنير، وراحوا يقيمون أندادا وأصناما وطواغيت ركنوا لها، وهجروك، وتصوروا أنها تعسفهم عندما

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست