responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

ولذلك اكتفوا بالسخرية والاستهزاء.. وكل أسلحة الضعفاء.. ومع ذلك، فقد كفاك الله شأنهم، وسرعان ما ارتدت سخريتهم واستهزاؤهم عليهم، كما وعدك ربك بذلك، فقال: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)﴾ [الحجر: 95، 96]

وهذه سنة الله مع عباده المخلَصين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [الأنعام: 10، 11]

وقد ذكر أصحابك بعض ما حصل لأولئك الساخرين والمستهزئين والمؤذين لك.. ومنها ما حصل للوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والحارث بن عيطلة السهمي، فقد رووا أنه لما أكثروا الاستهزاء بك أتاك جبريل، فأراك الوليد، ثم أومأ إلى أكحله، وقال: كفيته.. ثم أراك الأسود بن المطلب فأومأ إلى عينيه، وقال: كفيته.. ثم أراك الأسود بن عبد يغوث، فأومأ إلى رأسه، وقال: كفيته..

ثم تبين بعد ذلك سر تلك الإشارات، ذلك أنه مر بالوليد رجل من خزاعة، وهو يريش نبلا له، فأصاب أكحله، فقطعها.. وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة، فجعل يقول: يا بني ألا تدفعون عني فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، وهو يقول: قد هلكت ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني،فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه.. وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها.. وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج من فيه فمات منها.. أما العاص فركب إلى الطائف على حمار فربض على

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست