responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89

الخافض الرافع

إلهي.. أيها الخافض الرافع.. المعز المذل.. من بيده أقدار الخلق يخفضها متى شاء، وكيف شاء، ويرفعها متى شاء وكيف شاء.

أسألك يا رب أن تجعلني من الذين رفعت أقدارهم برضاك، لا بسخطك، وبجودك لا بمنعك، وبفضلك لا بمقتك.

وأعوذ بك ـ يا أكرم الأكرمين ـ أن تستدرجني لمعارج الرفعة، حتى إذا وصلت إلى قمة قممها رميتني في الهاوية التي لا قرار لها.

وأعوذ بك يا رب أن تجعلني كأولئك الذين باعوا ذممهم ودينهم وأخلاقهم وكل قيمهم لأجل الظفر بذلك الجاه المحدود، والسمعة المشوبة، والشهرة المقيتة.

وأسألك يا رب أن تكون أنت جاهي.. فحسبي أن تراني.. وحسبي أن تعرفني.. وحسبي أن ترضى عني.. وحسبي أن تشرفني بحبك وقربك ولطفك..

فمن رضيت عنه يا رب وأحببته وقربته.. لا يبتغي عنك بدلا، ولا يرضى عنك متحولا، ولا يهتم لغيرك، أرضوا أم سخطوا؟.. أحبوا أم أبغضوا؟.. أعجبوا أم نفروا؟

من عرفك يا رب.. وعرف عظمتك لم يطلب الجاه عند غيرك، ولم يرض الرفعة عند سواك..

اجعلني يا رب مثل بلال الذي وضعوا الصخرة على صدره ليهينوه.. لكنه لم يلتفت لهم، وإنما التفت إليك، وكان يصيح في ذلك الموقف جذلان مسرورا بنظرك إليه، وهو يقول فرحا: أحد أحد.

يا رب.. واجعلني مثل عبدك الصالح الإمام الحسين.. ذلك الذي مزقوا جسده، وقطعوا رأسه، ثم رفعوه فوق الرماح، وهم يتوهمون أنهم أهانوه، أو خفضوه، بينما لم

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست