اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 87
وسعادة تحجبني عنك، وتملؤني بالغفلة، لأخسر
بذلك روحي وحقيقتي التي لا يمكن أن يعوضها كل كنوز الدنيا.
إلهي.. عندما أخرج من عالم نفسي، وأدخل عوالم
الآفاق المحيطة بي أرى حروف قبضك وبسطك مكتوبة في كل الكائنات.. فالزهرة تتفتح،
وترسل أريجها عندما يتجلى عليها جمال بسطك.. وتنقبض وتذبل عندما يتجلى عليها جمال
قبضك.. والعارف هو الذي يعرفك في كليهما، ويراك في كليهما، ويعيش معك في كليهما.
والريح عندما ترسل.. والليل عندما يعسعس..
والصبح عندما يتنفس.. كلهم يتحركون من خلال قبضك وبسطك..
وهكذا، فإن كل ما نراه في عوالم الآفاق
والأكوان مما نستبشر له، أو نحزن بسببه، ليس سوى تجل من تجليات بسطك وقبضك..
والعارف هو الذي يقرأ حروف الرسائل التي ترسلها إلينا من خلال ذلك القبض والبسط..
والغافل هو الذي يملأ بسطه بالسرور الكاذب، واللهو الفارغ، والأمل الطويل.. ويملأ
قبضه بالقنوط من رحمتك، والهرب إلى كل العقاقير التي تقتل عقله وروحه وكل جمال
فيه.
إلهي.. يا من بيده كل شيء.. لجأت إليك، وأنا
عبدك الضعيف صاحب القلب
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 87