responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

عندما أرى كل ذلك يا رب.. أرى لطفك وحنانك وخبرتك بما يحتاجه خلقه.. فلذلك تتكرم عليهم بكل ما يصلحهم، ويصلح لهم، وتبعد عنهم كل ما يزعجهم ويؤذيهم.

يا رب.. عندما أرى كل هذا أتيقن أن كل شيء يحصل في هذه الحياة هو ثمرة للطفك وخبرتك التي لا ندركها.. فخالق الحياة هو خالق الكون.. وهو أنت..

وما دام لطفك يتحكم في عالم الأكوان، فهو يتحكم في عالم الحياة.. وما دام هو المتحكم في عالم الآفاق، فهو المتحكم في عالم الأنفس.

لقد أدرك نبي الله يوسف صلواتك عليه وسلامه هذا المعنى عندما قال في خاتمة مسيرة حياته: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100]

لقد أدرك أن الأذى الذي أصابه به إخوته.. والبئر التي رمي فيها.. والعبودية التي امتحن بها.. والإغراء الذي تعرض له.. والسجن الذي لبث فيه بضع سنين.. لم يكن كل ذلك سوى مقدمة لتتويجه بذلك التاج الشريف الذي أتاح له أن ينقذ البشر من المجاعة.

لقد كان كل ذلك ضروريا حتى يصل إلى ذلك المحل، بعد أن يمر بكل أصناف الفتن ما ضر منها، وما سرّ.. ليسير بعد ذلك وفق التجارب التي عاشها، والتربية التي ربيته بها.

وهكذا يمكن لكل الخلق إن فهموا سر لطفك أن يتوجوا بمثل ذلك التاج.

وذلك التاج ليس ضروريا أن يكون في الدنيا.. فالدنيا دنيا.. وقصيرة.. ولا معنى لها.. ولو كانت تعدل عندك جناح بعوضة ما سقيت منها كافرا شربة ماء.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست