responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

الواحد الأحد

إلهي.. أيها الواحد الأحد.. الفرد الصمد.. الذي ليس له نظير ولا ند.. ولم يكن له كفوا أحد.

مهما عظمت صفاتك وكملت وضاقت العبارات عن التعبير عنها إلا أن أعظمها وأكملها وأجملها وحدانيتك وأحديتك.. فأنت الواحد الأحد الذي لا يعتريه التعدد من كل الوجوه، وبكل المعاني، وفي كل الأحوال.

وكل من ادعى معرفتك، وادعى معها تعددك، أو تركيبك، أو وجود من يشبهك، أو وجود ما يناظرك، أو يكون معك ندا، أو يكون معك مدبرا، أو يكون معك حاكما.. فقد جهلك.. فأساس معرفتك وحدانيتك، وأساس كل ضلالة الإشراك بك.

فلولا وحدانيتك ـ رب ـ ما كملت صفاتك، ولا تنزهت ذاتك، وكيف تكمل صفاتك، وهناك من ينازعك إرادتك إذا أردت؛ فيختار عكس اختيارك.. وبذلك يجعلك مكرها.. أو يختار مثل اختيارك، فيكون لك ـ أو تكون له ـ تابعا.. أو ينازعك قدرتك، فيجعلك عاجزا.. أو يخالف ما دلك عليه علمك، فيجعلك جاهلا.. أو يخالف رحمتك فيجعلك قاسيا.. أو يخالف عدلك، فيجعلك جائرا.

وهكذا يا رب لن تبقى صفة من صفات كمالك، إلا وأفسدها التعدد.. فالتفرد والوحدانية أساس الكمال، ومن كان متعددا كان عرضة للفساد والانحلال.

ولهذا كانت وحدانيتك ـ رب ـ أساسا للسلام والطمأنينة والسعادة التي يشعر بها المؤمنون الموحدون.. وكيف لا يشعرون بها، وهم يرون صراع الأقطاب والنظراء، وغلبة بعضهم على بعض، وتسلط بعضهم على بعض، وقهر بعضهم لبعض.. وتحول الحياة بسبب ذلك كله إلى مفازة للقتل والدمار.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست