responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

حجارة الأرض ومعادنها وسوائلها وهوائها يقضي على كل شيء جميل، ويجعل الحياة البشرية كابوسا ثقيلا.

وعندما أنظر إلى أولئك الذين يجلسون على عروش السلطة، وأرى فيهم فرعون والنمرود ونيرون وهتلر وترامب.. وكل أولئك المجرمين الذين ملأوا الأرض خرابا ودمارا، أمتلئ بالألم، لأن البشر تركوك، وراحوا إلى أهوائهم يحكمونها من دونك.

ولو أنهم علموا أنك أنت الحكم العدل، كما أنك الخالق الرازق.. لجاءوا إليك يطلبون منك أن تكون الحكم بينهم مثلما كنت الحكم في عوالم الآفاق والحياة والأنفس.

ولو أنهم فعلوا ذلك لوجدوا كرمك الذي تجلى في عالم الخلق، يتجلى في عالم الأمر.. والذي تجلى في عالم الكون يتجلى في عالم التشريع؛ فيستحيل على الذي خلق كل شيء ألا يكون قادرا على تسييره.. ويستحيل على من دبر أمور الحشرات والحيوانات والذرات أن يعجز عن تدبير أمور البشر.

ولو أنهم تخلوا عن كبريائهم، وراحوا يدرسون سيرة الأنبياء والمرسلين.. لعلموا أنهم لم يتحملوا كل تلك التضحيات لمجرد التعريف بك، وبكيفية عبادتك، وإنما جاءوا مع ذلك ليعرفوهم بتلك القوانين التي تحكمهم، والقيم التي تصلح لهم، والتي تحميهم من نفوسهم، ومن تغيير الشياطين لفطرتهم.

ولو أنهم تواضعوا، وراحوا يقرؤون كلماتك المقدسة الممتلئة بالإعجاز، لوجدوا فيها كل ما يبحثون عنه.. فكل شرائع العدالة والرحمة واللطف مبثوثة فيها، بمنطوقها ومفهومها.

لكنهم حجبوا بأولئك الجبابرة الذين حكموا باسمك، وتسلطوا على عبادك بالشريعة التي كذبوا على الخلق حينما أوهموهم أنها شريعتك.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست