يا رب.. وأعوذ بك أن تعيدني في زمرة أعدائك،
فأنا، وإن قصرت في حقك، لكن قلبي لم يكن معهم، ولا مواليا لهم، بل كان مع أوليائك،
سلم لمن سالموا، وحرب لمن حاربوا.
يا رب.. كلما تذكرت اسمك [المبدئ المعيد] أشعر
بسرور عظيم يهزني إليك.. ويرفع عني كل عن تلك الهموم التي أراها، وأعيشها، لأني
أعلم أن هذه مجرد بداية، وأن النهاية أجمل بكثير.
فكل أولئك المظلومين المحرومين المحتقرين
الذين أراهم، وأتألم لهم، ليست تلك نهايتهم، ولا نهاية قصتهم.
بل ما أراه منها ليس سوى البداية فقط، أما
النهاية فهي أجمل بكثير؛ فأولئك المضطهدين سيجلسون في يوم من الأيام على أرائك السعداء،
ومنابر النور، مسرورين يشاهدون أولئك الذين ظلموهم واحتقروهم، وهم يلقون جرائر
أعمالهم التي لم يحاكموا عليها في بدايتهم، والتي ظنوا أنهم لن يحاكموا عليها
أبدا، غافلين عن عدلك المطلق الذي أقمت عليه كل شيء.