responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

يدب إليهم، ويمنعهم من الاستمتاع بكل ما وضع في تلك الموائد.. بل رأيت أنهم لإلفهم لتلك الصنوف، صار مذاقها عندهم لا يختلف عن مذاق الخبز في فم الفقير.

لذلك يا رب.. شعرت بفقرهم وفاقتهم الشديدة.. وعلمت أنك أنت الغني الوحيد، وما عداك فقير..

فأنت الذي لك الوجود الأصلي الذي لم تستفده من أي جهة.. وكل من عداك مفتقر في وجوده إليك، ولولا أنت لظل في ظلمات العدم، لم يحظ بأن يشم أريج عطر الوجود.

وأنت الحي الذي يسمع ويبصر ويعلم بكل شيء من غير أن يفتقر إلى تلك الآلات والوسائل والأدوات التي نستعملها لذلك.. ونحن الفقراء الذين نحتاج إلى الوسائل والأدوات.. والتي قد يصيبها العطب، فيتحول بصرنا عمى، وسمعنا صمما، وعلمنا جهلا.

وأين سمعنا من سمعك، وأين بصرنا من بصرك.. وأنت يستوي عندك كل شيء، فلا فرق عندك بين الذرة والمجرة، وبين الصغير والكبير.. بل الكل عندك سواء.

وأنت يا رب الغني بذاتك عن أن يتعلق بك الزمان والمكان.. فكلاهما من خلقك، ونحن يا رب المقيدون بقيود الزمان والمكان..

وأنت يا رب الغني عن الأحداث والتغيرات.. ونحن يا رب عرضة لها، نفرح لما يفرح منها، ونحزن لما يحزن..

يا رب لا يمكنني أن أعدد حقائق غناك، وكيف أعد ما لا يمكن عده؟.. وكيف أحصي أملاك من يملك السموات والأرض، وكل شيء.. بل إن السموات والأرض ليستا سوى دينار من كنوز غناك الذي لا حدود له..

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست