responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

نعم.. هم لم يشركوا إلا بمشيئتك، وكيف يخرج أحد من مشيئتك؟

لكن كان في إمكانهم أن يختاروا مشيئة الهداية بدل مشيئة الضلال.. ومشيئة السعادة بدل مشيئة الشقاء.. لكنهم لتخرصهم وكذبهم على أنفسهم، واتباعهم لأهوائهم اختاروا المشيئة التي تسخطك.

هم في ذلك مثل ذلك الأستاذ الذي وضع امتحانا لطلبته.. هو يعرف مستوياتهم، ويميز المجتهد منهم من الكسول، ولكنه لعدله بدل أن يحكم لكل واحد منهم بما يعلمه راح يختبرهم، ويترك لهم الفرصة ليختاروا أحد النجدين.. نجد النجاح، أو نجد الرسوب.

فمن اختار منهم نجد النجاح رضي عنه، وقربه، ووهبه من التزكية ما يرفع مستواه، أو يؤهله للوظائف الكريمة.

ومن اختار منهم نجد الرسوب، أو قعد من دون أن يجيب.. فالأستاذ كذلك لا يتدخل في شأنه.. لأنه وإن خالف رضاه، لم يخالف إرادته..

ذلك أنه أراد تمييز الصادقين من تلاميذه من الكاذبين، ولذلك منح الحرية للجميع ليعبروا بمحض إرادتهم، لا بما يملى عليهم.. فلا يمكن لأحد أن يعبر عما تختلج به جوانحه، تحت سيف الإكراه والقهر.. ولذلك لم يخرج الراسبون عن مشيئته، وإن خرجوا عن رضاه.

لذلك ـ يا رب ـ كان الذين يريدون منك أن تتخلى عن مشيئتك وإرادتك حتى تتحقق لهم الحرية، واهمون وكاذبون على أنفسهم.. ذلك أنهم يشعرون بالحرية، ويفرقون بين أعضائهم التي تعمل من دون إرادتهم، وأعضائهم التي لا تتحرك إلا برضاهم ورغبتهم.. ويعلمون أنك لا تحاسبهم إلا على ما كسبت أيديهم، وتحركت به

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست