responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37

الجمال الذي لا يفنى، ولا يحد، ولا يحصر؟

حبك يا رب هو الإكسير الأحمر الذي يرفع الإنسان من عالم الجسد الممتلئ بالطين والوحل والحمأ المسنون إلى عالم الأرواح التي تسبح في بحر الجمال المطلق.

حبك ـ يا رب ـ هو الجنة الحقيقية.. والمعجلة لمن شاء أن يدخلها..

والبعد عنك ـ يا رب ـ هو جهنم الحقيقية.. فمن ابتعد عنك عذب حتى لو سكن القصور، ووفر لطينه كل أسباب الراحة والسعادة.

وكيف تسعد روحه، وهو يسجنها في سجون الطين، ويقيدها بذلك الجمال الوهمي الذي تحول إلى وثن يعبده من دونك.

هو يا رب يختصر حقيقته في جسده، ولذلك راح يلبي ما يطلبه جسده، وينسى روحه التي لا راحة لها إلا معك، ولا سعادة لها إلا في الرحلة إليك، ولا طمأنينة لها إلا في لقائك، والاستقرار في جوارك.

يا رب.. أنا أعلم رحمتك ولطفك ورفقك بعبادك وتربيتك لهم.. فلذلك تتيح لهم الفرص ليختاروا منها ما شاءوا.. إلى أن يصلوا إليك بعد أن يعلموا أن ما عداك سراب ووهم.. وأنك أنت وحدك الحق.

لقد ذكرت ذلك في كلماتك المقدسة، فقلت: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [النور: 39]

فأعوذ بك يا رب أن أختار غيرك، أو أعذب بتلك الاختيارات المشؤومة.. أو أقضي عمري وأنا أتجول في عالم الجمال الفاني الممتلئ بالقيود والأغلال..

بل اجعلني أنجذب إليك، وأكتفي بك من غير أن أتلطخ بتلك القيود والسجون

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست