responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 28

الخير الأعظم

إلهي.. يا مصدر كل النعم، ومنبع كل خير..

يا من خاطبت عقولنا وأرواحنا بكلماتك المقدسة، تسألها قائلا: { آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 59]؟

أجل.. يا ربنا، فأنت الخير الأعظم، وأنت صاحب كل فضل ونعمة.. ولولاك لم نعرف الابتسامة، ولم نمتلئ بمشاعر الفرح، ولم تغمرنا لحظات السعادة، ولم نعرف في حياتنا إلا الشقاء.

لولاك لضاقت بنا الأكوان، وضاقت بنا الحياة.. وكيف لا تضيق ولا أمل إلا معك، ولا سعادة إلا بك؟

فذلك الحنان الذي قابلناه أول ما خرجنا إلى هذه الدنيا لم يكن إلا منك.. فلولا تلك الرحمة التي أودعتها قلوب آبائنا وأمهاتنا، لرمونا، ولما أجهدوا أنفسهم في تحمل عنت الحياة من أجلنا..

وهكذا كل ما رأيناه من مشاعر الود واللطف والحنان.. كلها منك، وبك، فقد كنت أنت الودود، وأنت اللطيف الذي يستعمل كل الوسائل لإسعادنا، وأنت الحنّان الذي يملأ قلوبنا بالفرح والأمل والسعادة.

أما ما نراه أو ما حصل لنا من الآلام، فهي مغمورة في جنب فضلك العظيم، وهي محدودة بزمن محدود، سرعان ما يزول، لتحل بعده نعمك الخالصة التي لا تُنغص، والصافية التي لا تُكدر.

أنا أعلم يا رب أنك ما خلطت هذه الدار بتلك الكدورات إلا لتنبهنا وتربينا

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست