responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18

التدبير الحكيم

إلهي.. أيها المدبر الحكيم الذي لا يقوم شيء في الكون إلا بتدبيره وتسييره ورعايته.

كم نبتعد عنك حين يعترينا الألم والحزن واليأس لأجل أحداث بسيطة تنزل بنا، تعجز عقولنا عن إيجاد حلول لها.

وبدل أن نهرب إليك، ونفوض الأمر إلى تدبيرك، ننحني للأيام، ونمتلئ باليأس والقنوط، ونغفل أن نضع بين يديك ما حل بنا، لتدبره بحكمتك وعلمك ولطفك وخبرتك.

وكأن الذي دبر هذا الكون من الذرة إلى المجرة غيرك..

وكأن الذي صمم خلايانا وأنسجتنا وأعضاءنا وأجهزتنا بذلك التصميم العجيب الذي أبهر العلماء والأطباء والخبراء سواك.

ولو أننا ـ ربنا ـ تركنا عقولنا التي عقلتنا، ورحنا نتأمل في خلقك البديع، وصنعك الحكيم، لسمعنا كل شيء يسبح بحمدك، ويقر بأنك أنت الخالق الرازق المدبر لكل الأمور، وأنه لولاك لم يكن شيئا.

فأنت الذي أفضت علينا وعلى كل شيء نعمة الوجود، وأنت الذي أمددتنا وأمددت كل شيء بكل أنواع الرزق، وفيوضات الفضل.

أفيعجز من {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه: 50] أن يعطينا ما سألناه، أو يدبر من أمورنا ما عجزنا عنه؟

أو يمكن لليأس أن يحل في عقل أو قلب شخص يعلم أنك الخالق الرازاق المدبر

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست