responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172

مالك الملك

إلهي.. يا ملك .. ويا مالك.. ويا مليك.. ويا من بيده الملك.. ويا من لا ملك لغيره، ولا مالكية لسواه.

إني كلما تأملت في أحوال هذه المملكة الواسعة.. وما خلفها من عوالم الملكوت.. وما خلفهما من العوالم الخفية التي لا حظ لمداركي بإدراكها أو التعرف عليها، أعرف أنه يستحيل أن يكون هناك نظام من دون منظم.. ولا دقة من دون مقدر.. ولا مملكة من دون مالك.

يا رب.. فكل شيء يدل على أنك الملك.. كما أن كل شيء يدل على أنك المالك.. وأنك وحدك الذي يملك الملك والملكوت.. وأنك وحدك الذي يحق له أن يكون ملكا، فكل من عداك قد يملك ما لاحظ له فيه، ولا حق له معه.. أما أنت فكل شيء ملكك، ولا تحكم إلا في ملكك.

يا رب .. يا ملك الملوك.. يا من كل أملاك الدنيا والآخرة.. والغيب والشهادة أملاكه.. ومن عداه لا يملك حقيقة، وإنما يملك استعارة.. ولا يملك أعيانا، وإنما يملك انتفاعا.. ولا يملك ديمومة، وإنما يملك لفترة قصيرة، وقصد الاختبار.

يا رب.. فكل ملك عدا ملكك مجاز.. وكل مالكية خلاف مالكيتك إعارة.. فأنت المتفرد بالملك والمالكية في كل الأزمان والأحوال.

يا رب.. فاجعلني أطيعك في كل الشؤون.. فأنت ملك على كل الشؤون.. ومن تصور أن هناك من الشؤون من ليس لك به علاقة، فقد أشرك بك، وتوهم أنك فوضت الأمر لخلقك، وتركت التدبير لهم.. مع أن الأمر أمرك.. والحكم حكمك.. والتدبير

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست