responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162

أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ الله هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 106، 107]

يا رب لقد ذكرت في كلماتك المقدسة تحكمك في عالم الصور، فتهب من تشاء ما تشاء منها، إما تنعيما وتفضلا، أو تمحيصا واختبارا، فقلت: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } [الانفطار: 6 - 8]

وذكرت قدرتك المطلقة على ذلك، والتي تبدأ من عالم الأرحام، فقلت: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران: 6]

وذكرت قدرتك على تبديل الصور وتغييرها كيف تشاء، فقلت: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران: 6]

وذكرت أن كل ذلك من باب الاختبار لخلقك، حتى تميز الصادقين من الكاذبين، فقلت: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا} [الإنسان: 28]

وكل ذلك يا رب .. ليعلم خلقك أن كل شيء بيدك.. وأن خزائن لطفك تحوي كل ما ترغب فيه نفوسهم.. ليرجعوا لك، ويعبدوك، ويتركوا الأهواء التي تعلقوا بها من دونك.

يا رب.. لقد شاءت حكمتك أن ترسل من يغير على الجمال فيحوله إلى دمامة.. ويغير على الأزهار، فتذبل.. وعلى النسيم العليل، فيتحول إلى أعاصير قاسية.. وعلى البحر اللطيف، فيتحول إلى أمواج عاتية.. ليعلم الخلق أن كل شيء بيدك..

وليتعلموا إلا يسكنوا لغيرك.. فالأشياء بيدك، وأنت الذي تصرفها كيف تشاء.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست