responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154

له.. وأمت من روحي كل ما ينزل بها إلى عالم السفل، ويحول بينها وبين الترقي إليك، ولقائك.

يا رب.. لقد جعلت الحياة من أعظم نعمك علينا.. فلولاها لم نسمع ولم نبصر ولم نعلم ولم نعرف.. ولولاها لجهلناك.. ولولاها لما قدرنا على الاتصال بك والتواصل معها.. فاحفظها لنا يا رب بكرمك.. وارزقنا من الحياة أكملها وأشرفها وألطفها وأجملها حتى نعيش بصحبتك وبصحبة جمالك المطلق، وكمالك المقدس.

ونعوذ بك يا رب أن نختصر الحياة في جوانبها الحسية، تلك التي لا تساوي شيئا أمام حياة الروح التي وفرتها لأوليائك والصادقين من عبادك.. فعاشوا الحياة الحقيقية الخالدة التي تبهت أمامها كل أنواع الحياة، وكل أصناف الأحياء.

يا رب.. وإن نقلتنا من هذه الدار بالموت الذي قدرته لنا.. فارزقنا بعدها تلك الحياة التي وصفتها في قولك: { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171]

ارزقنا يا رب موتة الشهداء، لنتشرف بأن نقدم أرواحنا فداء لجمالك.. ولنظفر بعدها بتلك الجوائز السنية التي تتيح لنا أن نعيش الحياة الحقيقية في رياض كرمك الذي لا حدود له.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست