responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151

المحيي المميت

إلهي.. أيها المحيي المميت..

لقد رحت أتأمل في معنى هذين الاسمين العظيمين من أسمائك، وسر ذكرك لهما في كلماتك المقدسة، فامتلأت بكل مشاعر الهيبة والتعظيم والإجلال والمحبة لك.. وانمحت من قلبي كل مشاعر الخوف والوجل والرهبة من غيرك..

فأنت وحدك يا رب من يملك زمام الموت والحياة.. وأنت وحدك من يدبر أمرهما، ويصرفهما كيف شاء.. فلذلك لا خوف إلا منك، ولا رجاء إلا لك، ولا طمع إلا فيك.

لقد تأملت في قول عبدك الصالح إبراهيم للملك الجبار المستكبر عندما سأله عنك، يطلب تعريفا لك، فقال له: {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ} (البقرة: 258)، وقد كانت إجابة كافية شافية.. ومن كل الوجوه.. ذلك أننا عندما ننظر إلى المستكبرين وتربص الموت بهم نعلم أنهم لا يساوون أمام جلالك شيئا.. وكيف يساوون شيئا، وهم تحت رحمة اسمك المحيي المميت الذي لا يمكنهم الفكاك منه.. فحياتهم مثل موتهم بيدك وحدك.

ولذلك لا يصح الخوف منهم، ولا الثقة فيهم، ولا التوكل عليهم.. فمن قهره الموت أضعف من أن يكون سندا لغيره.. ولذلك قلت يا رب في كلماتك المقدسة تدعونا إلى التوكل عليك وحدك، لأنك وحدك الحي الذي لا يموت: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } [الفرقان: 58]

ولذلك قال عبدك الصالح إبراهيم مخاطبا أولئك الذين آذوه وظلموه محدثا لهم

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 151
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست