responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143

السميع البصير

إلهي.. أيها السميع البصير.. المدرك لكل المدركات.. ما كثف منها، وما لطف.. وما قرب منها، وما بعد.. وما انفتح منها وما انغلق.. فلا يغيب عنك شيء في الأرض ولا في السماء.. ولا في الملك، ولا في الملكوت.. ولا في الغيب، ولا في الشهادة.. بل كل شيء عندك شهادة.. وكل غيب عندك حضور.

إلهي.. إنك ما ذكرت لنا في كلماتك المقدسة السمع والبصر لتحصر قدراتك فيهما، فأنت أعظم من أن تنحصر مداركك فيما تنحصر فيه مدارك خلقك.. فأنت الذي تدرك كل شيء، ومن كل الوجوه، وبكل المعاني.

وأنت الذي لا تحتاج للأعضاء التي يحتاجها خلقك حتى يتحقق لهم الإدراك، فإدراكك بلا آلة.. وكيف تحتاج للآلة، وأنت الذي خلقتها، وخلقت كل شيء؟.. وكيف تحتاج إليها، وأنت الغني بذاتك عن غيرك؟.. وكيف تحتاج إليها، وأنت القدوس الذي تقدس عن كل الوسائط؟

وأنت يا رب.. تدرك كل شيء كما هو على حقيقته.. لا كما تفعل بنا مداركنا البسيطة التي تتأثر بضعفنا وعجزنا، فترى الأشياء بحسبها لا بحسب حقيقتها.

فلك الكمال يا رب في سمعك وبصرك، وما لا نعلمه من صفات إدراكك.. ولك القدوسية والتنزيه والتسبيح فيها.. فأنت الأكبر الأعظم الذي تنزه عن كل نقص، وتحلى بكل كمال.

يا رب.. فانظر إلينا بعين لطفك.. واستجب لدعواتنا بسمع كرمك.. حتى لا نفتقر إلى غيرك.. وكيف نفتقر إلى غيرك، وأنت ترى فقرنا، وتسمع تضرعنا.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست