responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

الوهاب الشكور

إلهي.. يا صاحب الكرم العظيم.. يا جواد.. يا وهاب.. يا شكور.. يا من لا يضيع عنده سعي الساعين.. ولا اجتهاد المجتهدين.. بل يجازيهم عليه، ويضاعف لهم الجزاء.. بل يتقبل منهم النقير والقطمير.. ويضاعفه بشكره وجوده أضعافا لا تعد ولا تحصى.

إلهي.. ما أعظم حيائي منك، وأنا الذي أطمع في جودك وكرمك وشكرك، مع أن كل ما وهبتني من فضلك ولطفك وهدايتك..

فلولاك لم اهتد إليك.. ولولاك لم أعبدك.. ولولاك لم أسر إليك.. فقد اجتذبتني بجواذب لطفك، وحننت علي بسوابغ مننك إلى أن صرت على باب أعتاب جودك، فغمرتني منها بما لا طاقة للساني بإحصائه وعده.

يا رب.. ومن ذا يطيق أن يحصي نعمك.. وهي لا حدود لها، كما لا حدود لك.. وهي لا نهاية لها، كما لا نهاية لك..

يا رب.. لو جعلت لنا في كل خلية لسانا، وعلمت كل لسان كل أنواع المحامد ما أطقنا شكرك.. فأنت أعظم من أن يحاط بشكرك، كما أنك أعظم من أن يحاط بك.. فشكرك منك، وشكرك تابع لذاتك، وذاتك لا حدود لها.

إلهي.. ما عساي أقول.. وأنا الذي لا أنطق إلا بإذنك وفضلك.. ولولاك لعُقد على لساني، ولولاك لعُقل عقلي أن يعرفك، أو يحمدك، أو يثني عليك.

يا رب.. فكما أطلقت لساني بشكرك، فاملأ كل كياني بمعرفتك.. واملأ كل قلبي بمحبتك.. فأنا لا أريد سواك، ولا غاية لي إلا رضاك.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست