اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 80
في البحث العلمي الخالي من الأيديولوجية
المادية.
أ ـ العقل بحسب
الرؤية العلمية القديمة:
يذكر الكاتبان أن الرؤية العلمية
القديمة، وبسبب عدم توفر الوسائل العلمية الكافية التي تتيح لهم التحقيق في حقيقة
العقل وعلاقته بالجسد راحوا يعتمدون مبدأ البساطة، وذلك بتفسير الأشياء الطبيعية
بلغة المادة وحدها.
وقد اعتمدوا في هذا على القياس على جميع
الأشياء الطبيعية، والتي (تنشأ في نهاية المطاف عن تفاعلات بين جسيمات تتكون منها
هذه الأشياء، فالماء سائل على نحو ما نعرفه لأن جزيئاته تنزلق بجانب بعضها بعضا
بقليل من الإحتكاك، والمطاط متمغط لأن جزيئاته بحكم مرونتها تغير شكلها بسهولة، والماس
شديد الصلابة لأن ذرات الكربون الموجودة فيه متراصة بشكل على هيئة شعرية محكمة
النسج.. ولابد أن الأمر نفسه ينطبق على العقل)[1]
ومن الأمثلة على العلماء الذين اعتمدوا
هذه الرؤية عالم الأحياء [توماس هـ. هكسلي]، وهو من علماء القرن التاسع عشر، والذي
ذكر أن (الأفكار التي أعبر عنها بالنطق، وأفكارك فيما يتعلق بها إنما هي عبارة عن
تغيرات جزيئية) [2]
وقد نتجت عن هذه الرؤية المادية الكثير
من المفاهيم الخاطئة عن الإنسان، أولها وأخطرها سلب حريته ذلك أنه ما دام العقل
منبثقا من المادة.. والمادة لا تتصرف إلا بضرورة ميكانيكية، فإن الرؤية العلمية
القديمة كانت تميل إلى تفسير تصرفات الإنسان بلغة الغريزة، والفسيولوجيا (علم
وظائف الأعضاء)،والكيمياء.والفيزياء، حيث لا مجال هناك لحرية الاختيار.