responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 556

المستقيم، قال تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: 6، 7]

وقد عرف هؤلاء، والمجامع الكبرى لهم، فقال: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وقد وردت بعد قوله تعالى:﴿وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [النساء: 68]

وهذا يدل على أن السراط المستقيم ـ كما ذكرنا سابقا ـ ليس مجرد قيم نظرية جامدة، وإنما هو قيم واقعية حية يمثلها هؤلاء المقربون الذين جعلهم الله تعالى حججا على عباده، ومنارات يهتدون بها.

ولذلك كانوا بمثابة الأساتذة في هذه المدرسة الدنيوية، ومن عرف كيف يصل إليهم، ويهتدي بهديهم، ويلتزم بتعاليمهم؛ فإنه لا محالة من الناجين والناجحين.

ولهذا أخبر a أن دخول الجنة متوقف على طاعته، ففي الحديث قال a: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)، فقالوا: يا رسول الله من يأبى؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)[1]

لكن الشيطان بعد يأسه من الرسل عليهم السلام، لم يكن ييأس من أتباعهم، ولذلك كان يستعمل كل الوسائل لاستبدال الممثلين الحقيقيين للسراط المستقيم بغيرهم ممن يخدمون مشروعه.

وكانت هذه هي طريقته في التعامل مع الأديان جميعا، مستغلا الحسد الذي في النفوس التي تأبى الخضوع للغير، مثلما فعل هو عندما أبى السجود لآدم عليه السلام، قال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ


[1] رواه البخاري، 13 / 214.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 556
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست