اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 553
وبناء على هذا لا نرى صحة تلك الأحاديث
المشتهرة، والتي تذكر أن النساء أكثر أهل النار، ذلك أن الذي دسها في الإسلام هم
أولئك الذين أرادوا أن يعيدوا الموقف الجاهلي من المرأة، ويدخلوه إلى الإسلام
ليشوهوا القيم التي جاء بها.
ومن تلك الأحاديث ما يروون أن رسول الله a
قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في
النار فرأيت أكثر أهلها النساء)[1]
ثم يروون حديثا آخر يعللون به ذلك، وهو تعليل
متناسب مع تلك القيم الجاهلية التي تريد من المرأة أن تكون عبدا لزوجها، لا شريكا
له، فقد نسبوا إلى رسول الله a أنه قال: (أريت النار فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع
ورأيت أكثر أهلها النساء) قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: (بكفرهن) قيل: يكفرن بالله،
قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك
شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط) [2]
بناء على هذا كله، فإن أسس الهداية التي
ذكرها القرآن الكريم في سورة الفاتحة، والتي تتيح لهؤلاء الدخول إلى الجنة، تتضمن معنيين،
نص عليهما قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾
[الفاتحة: 5 - 7]
ففي قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] بيان لاستعداد هذا الصنف للسير وفق ما تتطلبه
الغاية الكبرى للخلق، وهي التعرف على الله والتواصل معه، والاستعانة به لتحقيق
ذلك.
وفي قوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: 6،
7] بيان لاستعداد هذا الصنف للتلقي والطاعة والأدب مع من جعلهم الله تعالى هداة
إليه.