responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 538

عليها..

وهذا يمثل في القوانين الخيانة العظمى، ذلك أن عدم الاعتراف بالله، أو اعتقاد الشركاء له، يخالف أصل الغاية من الوجود، وهي التعرف على الله، والسير إليه، لأنه لا كمال للإنسان من دونه.

ومثل ذلك في المثال الذي أشرنا إليه سابقا، أولئك الطلبة المشاغبين الذين لم يكتفوا بكسلهم، ولا بشغبهم، وإنما راحوا يتمردون على الإدارة والقوانين التي تحكمهم؛ فهم بذلك لا يمكنهم أن يستفيدوا أبدا من مدرسة لا يقرون بها، ولا ببرامجها، ولا بإدارتها.

ومن المعلوم أن كل القوانين وفي كل العصور، لا تكتفي بالحكم على هؤلاء المجرمين بالسجن المؤبد، وإنما بالإعدام، خصوصا إن أدى هؤلاء دورهم في إثارة الفتنة والشغب.

وبناء على هذا، فإن القائلين بقصر الخلود على أمثال هؤلاء قد يكون المقصود منه عدم قابليتهم للإصلاح، بخلاف غيرهم من المؤمنين، ذلك أن الاعتراف لله بالألوهية، وللهداة بالهداية، له تأثير كبير في تسريع الإصلاح، وبالتالي الخروج من استحقاق العذاب.

ومن تلك النصوص التي تذكر أصناف الخالدين في العذاب، قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ (البقرة: 257)، وهي تشير إلى عدم التبعية للهداة، واستبدالهم بالطواغيت، ولذلك بدل أن يسيروا سيرا تصاعديا نحو الكمال، يسيرون سيرا نزوليا نحو الانتكاسة، وهو ما يؤهلهم لاستحقاق الخلود في العذاب.

ومثلها ما ورد في قوله تعالى: ﴿ تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ﴾ (المائدة:80)، ونلاحظ هنا، وفي كثير من الآيات الكريمة ربط الغضب والسخط الإلهي بالخلود في النار، وهذه الآية تذكر من الأسباب ذلك التولي للكفرة والطواغيت، وهو يعني بالضرورة الإعراض عن

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 538
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست