responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 491

لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ﴾ [الغاشية: 6، 7]، وقد قيل في تفسيره[1]: إنه شجر من نار، وقيل: هو الزقوم. وقيل: إنها الحجارة، وقيل إنه شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض، وكل هذه الأوصاف يمكن أن تقرب من حقيقته، لأن الغرض منه كما ذكرنا ليس وصفه بدقة، فذلك مستحيل، وإنما تقريبه لتحقيق التنفير.

وقد وصف الله تعالى هذا الطعام الشديد القاسي، بكونه ﴿لا يسمن ولا يغني من جوع﴾، أي أنه تعذيب مجرد لا يحصل به مقصود، ولا يندفع به محذور.

أما الطعام الثاني؛ فهو الغسلين، وقد ورد ذكره في قوله تعالى: ﴿خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 30 - 37]

وهذه الآيات الكريمة تبين سر هذه العقوبات المتشددة، وسر الطعام المعد لأهلها، ومنها عدم الحض على إطعام المسكين، أي تركه محروما جائعا، دون المسارعة لإغاثته، ولو بدعوة الناس لذلك، فكيف بمن يتسبب في ذلك الجوع، أو يكون غنيا، ثم يمنع الفقراء من طعامه؟

وهو دليل على مدى التجانس بين العقوبة والذنب، ذلك أن العقوبة ليست سوى تجسيد للذنب حتى ينفر منه صاحبه، ويعرف مدى قبح الجريمة التي وقع فيها.

ويظهر من اسم هذا الطعام أنه مشتق من (الغسل)، ولذلك كان من الأقوال الواردة في تفسيره أنه الغسالة الناتجة من غسل أبدان أهل جهنم، ويذكر آخرون أنه دم يشبه الماء يخرج من أبدان أصحاب النار.. وغيرها من الأقوال التي تشير إلى مدى بشاعة ذلك الطعام


[1] تفسير ابن كثير (8/ 385)

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 491
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست