اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 468
وقال a: (ضرس الكافر يوم القيامة مثل
أحد، وعرض جلده سبعون ذراعاً، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من
النار ما بيني وبين الربذة) [1]
وكل هذه صور تقريبية، تحاول أن تصور الحقيقة
التي لا يمكن معرفتها إلا بعد معاينتها، ولذلك كان الخوض فيها خوضا فيما لا يعني..
وبناء على هذا نرى أن ما يذكر في الكثير من
الروايات عن طول الإنسان ونحوه هو من آثار الإسرائيليات التي دخلت للأحاديث
النبوية، ذلك أن الأمر مختلف في الآخرة تماما عن الدنيا.
ومثل ذلك تلك الأحاديث التي تصف بعض ما يحصل
في الجنة، وخاصة في العلاقة مع الزوجات والحور العين، فكلها أحاديث تقريبية، أو
رواها الرواة بالمعنى، أو من المدسوسات، كما سنرى ذلك عند الحديث عن الأزواج
والولدان.
ج ـ روحانية
الأجسام:
قد
يكون هذا العنوان غريبا، لكن ربما يكون حلا للخلاف الدائر بين القائلين بالمعاد
الجسماني والمعاد الروحاني، ذلك أن الأجسام في الآخرة، وفي دار الجزاء خصوصا،
وخاصة في الديار المعدة للمحسنين، يكون لها من الخصائص ما يجعلها أكثر شفافية
وروحانية ومثالية من أجساد الدنيا، حيث تنتفي عندها الكثير من الحواجز التي نراها
في الدنيا بسبب القوانين الفيزيائية التي تحكمها.
ولذلك
يمكن لأهل الجنة التنقل حيث شاءوا، وفي طرقة عين، ومن غير حاجة لاستعمال أقدام، أو
أي وسيلة نقل، وقد ورد في الحديث قوله a: (إذا
دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا،
فيتحدثان، فيتكئ هذا