responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462

المخلوقات، حتى ولو كانت متمردة؟)[1]

ثم أجاب على هذا الإشكال، فقال: (لم يذكر الكتاب إطلاقا بأن الله يريد عذاب الأشرار، كما أن لا دخل له في إلقائهم في جهنم العذاب، لكن الأشرار هم الذين انفصلوا باختيارهم عن الله وعن نعمته المخلصة. لقد رفضوه وتبعا لذلك جلبوا الشقاء على أنفسهم، وعذابهم يتضمن في حرمانهم من السعادة والفرح بالغفران، وبالسلام الذي يستطيع الله وحده أن يهبه)

وهذا الكلام هو نفسه الذي يقوله المسلمون من أن ذلك العقاب الإلهي ليس سوى حصاد لما كسب المسيئون، أما اعتباره أن العقوبة قاصرة على الحرمان من السعادة والفرح بالغفران، فهي مغالطة تنفيها النصوص الواضحة في الكتاب المقدس، والذي لا يقصر العقوبة على ذلك الحرمان، وإنما يضيف إليه عقوبات حسية واضحة.

ومن الأمثلة على ذلك ما ورد في قول إشعياء عن وقائد أبدية (إشعياء 33: 14)، وعن نار لا تطفأ (إشعياء 66: 24).. وقول دانيال عن العار في الازدراء الأبدي (دانيال 12: 2).. وقول يوحنا والمسيح عن النار التي لا تطفأ أبدا (متى 13: 12، مرقس 9: 43).. وقول المسيح: (يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية) (متى 25: 46)، وفي سفر الرؤيا: (ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين.. وسيعذبون نهارا وليلا إلى أبد الآبدين) (رؤيا 14: 11، 19: 3، 20: 10).. وغيرها من النصوص الكثيرة.

بناء على هذا سنحاول هنا أن نذكر ما ورد في النصوص المقدسة من أصناف الجزاء الحسي، وقد رأينا أنه يمكن اجتماعها في الأنواع الأربعة التالية:

1 ـ الأجسام والصور: ذلك أن النشأة الأخرى تتشكل فيها الأجسام والصور


[1] انظر مقالا بعنوان: جهنّم في كتب المسيحية والإسلام، اسكندر جديد، موقع الكلمة المسيحي.

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 462
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست