responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 452

الزماني، حيث يلتقي المؤمنون بكل من يحبونهم من أنبياء الله ورسله والأولياء والصالحين، وكل من هفت قلوبهم محبة لهم.

ولذلك فإن مجتمع أهل الجنة مملوء بأهل العلم والتقوى والحكمة، لا كما يشيع المنحرفون، من أن الجنة محل للشهوات الحسية، لا للمعاني العقلية والروحية، وكيف تكون كذلك، وفيها الأنبياء والأولياء والصالحين والعلماء.. وكلهم يبقى بنفس اهتماماته ورغباته التي رحل بها من الدنيا.

وفي نفس الوقت نرى أنه يمكن أن يكون في الجنة كل وسائل التواصل التي عرفناها في الدنيا، ولكن بصورة أكثر تطورا، ولذلك فإن المغرمين بشبكات التواصل الاجتماعي، لن يفقدوها في الجنة، بل سيجدون أجيالا أكثر تطورا، بشرط ألا تحجبهم هذه الشبكات في الدنيا عن ربهم، حتى لا تتحقق فيهم تلك القاعدة التي ذكرناها.

وهكذا يمكن أن تقام في الجنة الحفلات والمعارض والمؤتمرات، ويمكن أن يظهر فيها المبدعون والكتاب والشعراء، ويمكن أن تحصل فيها المسابقات المختلفة، والتي توطد العلاقات الاجتماعية لأهل الجنة بما يتناسب مع طباعهم وأمزجتهم.

ودليلنا على كل ذلك ما نص عليه قوله تعالى: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ ﴾ [الزخرف: 71]، وقوله: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (33) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 33، 34]، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [الشورى: 22]، فهذه الآيات الكريمة تنص على القواعد التي تحكم هذا المجال، ولذلك لا يصح أن نصور الجنة بتلك الصورة البدائية البسيطة، التي قد تجعل بعض النفوس تنفر منها.

ولهذا عندما جاء بعض الأعراب إلى رسول الله a، وكان ممن يحبون الزرع، وصف

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست