اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 407
الشفاعات التي تذكرها تلك الروايات، كما قال
تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً
وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ (البقرة: 48)، وقال: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ (غافر: 18)
وهكذا نجد القرآن الكريم يصرح بغضب الله
ولعنته وعقابه الشديد على ذنوب كثيرة نراها هينة سهلة عند أولئك الذين ضربوا
القرآن بالحديث.. وضربوا الدين وقيمه بما شرعوه لأنفسهم من شرائع الهوى.
وأخبر عن عقوبة القتل العمد، وأنها الخلود في
جهنم، فقال: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ
عَذَابًا عَظِيمًا (93)﴾ [النساء: 93]
وهكذا لو تأملنا القرآن جميعا.. بل معه
الكثير من السنة، لوجدنا فيهما نصوصا كثيرة تملؤنا بالمهابة ومن خشية الله ومن
الخوف من تعدي حدود الله، كما قال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ الله فَلَا
تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾
[البقرة: 187]
وكما ورد في الحديث عن عائشة قالت: قلت للنبى
a:
حسبك من صفية كذا وكذا. ـ قال بعض الرواة: تعنى قصيرة ـ فقال: (لقد قلت كلمة لو
مزجت بماء البحر لمزجته)[1]
وبناء على هذا فإن الشفاعة هي جزاء خاص
بأعمال خاصة.. وهي القرب من
[1]
أبو داود (4/269، رقم 4875) ، والترمذى (4/660، رقم 2502)
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 407