اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 385
حتى
يقضـي الله فيه بما يشاء.. ففتش يا أخي نفسك، فإن كنت وقعت في شئ من هذه الذنوب
التي ذكرت في المواقف المذكورة، فقد سمعت ما تجازى به، وإن تكن وقعت في شئ منها أو
وقعت وقبل الله تعالى توبتك، لم تقاسِ شيئاً من تلك الأهوال حتى تدخل الجنة برحمة
الله تعالى، ولكن من أين لك أن تعرف أن الله تعالى قبل توبتك، فوالله لقد خلقنا
لأمر عظيم تذهل فيه عقول العقلاء) [1]
وقال
الشيخ الصدوق: (باب الإعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر: اعتقادنا في ذلك أن
هذه العقبات اسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض، أو أمر، أو نهي. فمتى انتهى
الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، وكان قد قصر في ذلك الفرض حبس عندها وطولب بحق الله
فيها، فإن خرج منه بعمل صالح قدمه أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة أخرى، فلا
يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، ويحبس عند كل عقبة، فيسأل عما قصر فيه من معنى اسمها.
فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحيِيَ حياة لا موت فيها أبداً، وسَعِدَ
سعادة لا شقاوة معها أبداً، وسكن جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء
والصالحين من عباده. وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدمه،
ولا أدركته من الله عز وجل رحمة، زلت قدمه عن العقبة فهوى في جهنم نعوذ بالله منها) [2]