وعنه
قال: (يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول: يا رب حسنت
خلقي حتى لقيت ما لقيت، فيجاء بمريم عليها السلام، فيقال: أنت أحسن أو هذه؟ قد
حسناها فلم تفتتن، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول: يا رب حسنت
خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت، فيجاء بيوسف عليه السلام، فيقال: أنت أحسن أو
هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه
فيقول: يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت، فيجاء بأيوب عليه السلام فيقال: أبليتك أشد
أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن) [2]
هذا
بعض ما ورد من النصوص المقدسة والأحاديث والروايات حول كيفية الحساب، وأنواع
المسائل التي يسأل عنها الإنسان، وطبعا، فإن المراد من ذلك ليس الحصر، وإنما ذكر
الأمثلة والتوجيه من خلالها، حتى يحاسب الإنسان نفسه في الدنيا، قبل أن يحاسب
هناك.. فأيسر الناس حسابا في الآخرة من حاسب نفسه في الدنيا.
ونحب
أن نبين هنا أن الله تعالى يتعامل مع عباده في هذه الأسئلة وغيرها ـ بحسب تعاملهم
مع عباده ـ فإن كانوا من الذين يسترون خلق الله، يستر الله عليهم، وإن كانوا من
المسارعين إلى إشاعة الفواحش، فإنهم في ذلك الموقف يتعرضون لكل أنواع الإحراج
تأديبا لهم على سلوكهم.
وقد
أشار إلى هذا قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ
أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19]
والذي
فسرته أحاديث كثيرة منها قوله a: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل