اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333
إلا
بعد عدم قبول غيرهم من الشهداء، شهادة أعضاء الإنسان نفسه، كما قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ
بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يس:65]
وفي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (إِنَّكم تدعون مفدماً على أفواهكم بالفدام، فأول ما يسأل عن
أحدكم فخذه وكتفه) [1]
وورد في
حديث القيامة الطويل: (ثم يلقى الثالث؛ فيقول له مثل ذلك؛ فيقول: يا رب آمنت بك
وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت ويثني بخير ما استطاع، فيقول: ههنا إذا، قال: ثم
يقال له الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على
فيه، ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي، فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله، وذلك ليعذر
من نفسه، وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه) [2]
وهذا
الحديث يشير إلى أولئك المجادلين المخادعين الذين يتصورون أنهم كما خدعوا المؤمنين
في الدنيا يمكنهم خداع الله في الآخرة، وقد قال تعالى في شأنهم: ﴿يَوْمَ
يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ
وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾
[المجادلة: 18]