اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 329
الأرض،
فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيرا أو شرا، إلا وهي مخبرة) [1]
وبين a فضل الآذان لشهادة كل من
يسمعه من شجر وحجر، فقال: (لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌ ولا إنسٌ، ولا شيءٌ إلا شهد
له يوم القيامة) [2]
وهذا ينطلق
من الرؤية الإسلامية للأرض، بل للكون جميعا، فليس هناك شيء جامد في الكون، بل كل
شيء يحمل نوعا من الحياة التي تتيح له التعرف على الله في حدود القابلية المتاحة
له، ولذلك يسبحه ويحمده ويمجده، بل يستشعره من المشاعر ما يشعر به الأحياء[3]، وقد قال تعالى:﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الحشر:21)
وقد
ورد في الآثار ما يدل على المشاعر التي تستشعرها الأرض، وهي ترى من يطيع الله
فوقها، ففي بعض الآثار:(إن الجبل ليقول للجبل: هل مرَّ بك اليوم ذاكر لله؟ فإن
قال: نعم، سُرَّ به) ثم قرأ عبد الله قوله تعالى:﴿
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾ (البقرة:116) قال:(أفتراهن
يسمعن الزور ولايسمعن الخير)[4]
وفي
أثر آخر:(ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا، يا جاره هل مر بك
اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك، فمن قائلة لا، ومن قائلة نعم، فإذا قالت نعم
رأت لها بذلك فضلا عليها)[5]
وهذا
ليس مستغربا عقلا ذلك أن ما نتصوره نحن من حياة هو صورة فقط من صور