اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 280
فيقولون:
نعم، فيأمرهم أن يعبروا جهنم فيدخلونها فينطلقون حتى إذا دنوا منها سمعوا لها
تغيظا وزفيرا فيرجعون إلى ربهم فيقولون: ربنا أخرجنا منها، فيقول: ألم تزعموا أني
إن أمرتكم بأمر تطيعوني، فيأخذ على ذلك من مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فينطلقون
حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فقالوا: ربنا! فرقنا منها ولا نستطيع أن ندخلها،
فيقول: ادخلوها داخرين)، قال رسول الله a:(فلو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما)[1]
وغيرها
من الروايات التي يمكن أن نقبل منها الاختبار الإلهي لأولئك الذين لم يتح لهم
التكليف في الدنيا، ولكنا لا نستطيع أن نقبل منها ما عدا ذلك لمخالفته لقيم
العدالة والرحمة الإلهية.
وقد
وقف العلماء في المدرسة السنية من تلك الأحاديث موقفين؛ فمنهم من أنكرها لضعفها
الشديد[2]، ومنهم من دافع عنها ـ للأسف ـ جملة من دون تحديد المقبول منها من
المرفوض.
ومن
أمثلة المدافعين عنها ابن كثير الذي قال فيها بعد عرضها:(إن أحاديث هذا الباب منها
ما هو صحيح كما قد نص على ذلك كثير من أئمة العلماء، ومنها ما هو حسن، ومنها ما هو
ضعيف يتقوى بالصحيح والحسن، وإذا كانت أحاديث الباب الواحد متصلة متعاضدة على هذا
النمط أفادت الحجة عند الناظر فيها)[3]
ومنهم ابن حجر الذي قال ـ عند عرضه للأقوال
في المسألة ـ: (سابعها: أنهم يُمتحنون في الآخرة بأن ترفع لهم نار، فمن دخلها: كانت
عليه برداً وسلاماً، ومن أَبَى: عُذِّب، أخرجه البزار من حديث أنس، وأبي سعيد،
وأخرجه الطبراني من حديث معاذ بن