اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276
ذلك رحمة خاصة بها، ولذلك قرنت بالشهيد في قوله a:(النبي في الجنة، والشهيد في الجنة،
والمولود في الجنة، والموؤدة في الجنة)[1]
لكن للأسف، ومع مخالفة ذلك الحديث للقرآن الكريم،
ولقيم العدالة، حيث تعفى الوائدة الظالمة من العذاب، في نفس الوقت الذي تتوعد الموءوة
الصغيرة المظلومة به، نجد من يدافع عنه، لا لشيء إلا للحرص على أولئك الرواة الذين
رووه، حتى لا يتهموا بالكذب.
ومن الأمثلة على ذلك قول ابن
عبد البر عند كلامه عن هذا الحديث: (وهو حديث صحيح من جهة الإسناد إلا أنه محتمل
أن يكون خرج على جواب السائل في عين مقصودة، فكانت الإشارة إليها والله أعلم، وهذا
أولى ما حمل عليه هذا الحديث لمعارضة الآثار له، وعلى هذا يصح معناه، والله
المستعان)[2]
وقال ابن القيم: (الجواب الصحيح عن هذا
الحديث: أن قوله (إن الوائدة والموءودة في النار) جواب عن تينك الوائدة والموءودة،
اللتين سئل عنهما، لا إخبار عن كل وائدة وموءودة، فبعض هذا الجنس في النار، وقد
يكون هذا الشخص من الجنس الذي في النار)[3]
وقال الألباني: (إن الحديث خاص بموءودة
معينة وحينئذ (ال) في (المؤودة) ليست للاستغراق بل للعهد. ويؤيده قصة ابني مليكة)[4]
[1]
رواه ابن سعد (7/ 84) وأحمد (5/ 58 و 409) وأبو داود (2521)