اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 22
الإسلام باعتباره الدين المهيمن عليها،
والشارح لحقائقها.
ثالثها ـ براهين العقل: ونقصد بها تلك الأدلة
التي نص عليها الفلاسفة والمتكلمون، ودلت عليها العقول السليمة التي لم تدنس بدنس
الإلحاد.
رابعا ـ براهين العلم: ونقصد بها تلك الأدلة
التي دل العلم المتواضع من خلالها على أن الحياة أكبر من أن تختصر فيما نعرفه
منها.
أولا ـ الموت.. وبراهين
الفطرة:
ويشير إلى هذا النوع من الأدلة قوله تعالى: ﴿وَفِي
أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ (الذاريات:21)، وقوله: ﴿سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾
(فصلت:53)
وهو من البراهين التي استدل بها الفلاسفة
وغيرهم، ويمكن لأي شخص أن يكتشفها في نفسه، فالله تعالى أودع فينا من المعارف ما
نتفق عليه جميعا.
ومن أكبر الأدلة عليها أننا نجد الشيخ
الكبير، والذي قد هرم جسده، وانحل أكثر خلاياه لا يزال يملك في نفسه ومشاعره كل
همم الشباب ورغباتهم.. بل إننا قد نجده يخطط ويدخر لسنوات كثيرة لا يطمع لأن يعيش
لها.. ولو أن نفسه كانت تابعة لجسده، لما فكر مثل هذا التفكير، ولا هم بمثل هذه
الهمم.وهكذا نرى في النفس الإنسانية تطلعا للخلود وشوقا إليه.. ولذلك يستعمل الإنسان
كل الوسائل للفرار من الموت، ومن أسبابه.. وهذه الرغبة لا يمكن أن تكون ناشئة عن
فراغ.. ذلك أن لكل رغبة من الرغبات الموجودة في النفس ما يغطيها، ويلبي حاجتها.
فالعطش والرغبة في الماء.. دلتنا على وجود
الماء.. والرغبة في الطعام دلتنا على وجود كل الأطعمة التي نشتهيها، وبحسب الأذواق
التي ركبت في طباعنا..
وهكذا نجد كل الرغبات لها ما يلبيها في
الواقع، وبأنواع كثيرة جدا.. تفوق حد
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 22