اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 218
وفي حديث آخر قال a:
(من أنظر معسراً أو وضع عنه، أظله الله في ظله)[1]
وهكذا أخبر a عن دور الصدقة في حماية
صاحبها من ذلك الحر الشديد، قال a: (الرجل فى ظل صدقته حتى يقضى
بين الناس)[2]
وهكذا
ورد في النصوص ما يدل على أن كل القوانين الاجتماعية التي نعرفها في الدنيا، تنهار
هناك، حيث ﴿يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)
وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ
يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 34 - 37]
بل إن
الأمر أخطر من ذلك كله، فقد ورد في النصوص المقدسة ما يذكر تلك المشاهد التي تصور
كيف يساق المستبدون الظلمة، وأمام الناس جميعا، بالأغلال والسلاسل، كما قال تعالى:
﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ
أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَالَيْتَهَا كَانَتِ
الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ
(29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي
سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا
يُؤْمِنُ بِالله الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ
غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ (37) ﴾ [الحاقة: 25 -
37]
في نفس
الوقت الذي يجد فيه المؤمنون كل ألوان الراحة والسعادة والسرور، حتى أن ذلك الموقف
الطويل يخفف على المؤمن؛ فيمر عليه كما تمر الصلاة، ففي الحديث عن رسول الله a، أنه قال: (يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة)، فقيل: ما أطول هذا اليوم، فقال النبي a: (والذي نفسي بيده، إنه ليخفف
على المؤمن حتى يكون أخف عليه من