responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20

الإنساني إجابتين متناقضتين:

أما الأولى: فهي إجابة أكثر عقلاء العالم من الفلاسفة والمفكرين ورجال الدين وعلى مدار التاريخ، وهي اعتبار الموت بداية لمرحلة جديدة، وأن هناك حياة أخرى غير الحياة التي نراها، وأن الإنسان ليس قاصرا على هذا الجسد، بل الجسد ليس سوى مركب من مراكبه التي يستبدلها بغيرها بعد أن تنتهي صلاحيتها.

وأما الثانية: فهي إجابة بعض العقلاء والعلماء أيضا.. وهم محدودون جدا مقارنة بالأولين.. ويرون أن للحياة صورة واحدة هي التي نراها في المعامل البيولوجية.. وأن ما عداها هو الموت المطبق، والذي يعني العدم المطبق.

وللأسف فإن هذه النظرة الثانية مع افتقارها لكل الأدوات العلمية، ومخالفتها لكل العقول، وعلى مدار التاريخ، صارت توصف بالعلمية، وصار لها امتداد كبير في الواقع، وهو ما هيأ الأرضية للإلحاد.. ذلك أن إنكار حياة أخرى خارج نطاق المادة يستدعي بالضرورة الإلحاد..

والمشكلة الأكبر ليس في تبني هذه الجهة لتلك الرؤية والموقف من الحياة والموت، وإنما في احتكارها للعلم، وتوهمها أن الحقيقة محصورة فيما تفكر فيه، أو فيما تكشفه لها المخابر والمعامل.

ولذلك نراها تستعلي على كل الرؤى التي تخالفها، وتتهمها بالخرافة، وتخرجها من نطاق العلمية، وكأنها المسؤولة عن العلم، والمفوض لها التمييز بين ما هو علم، وما هو خرافة، مع العلم أن كبار العلماء والعقلاء على مدار التاريخ يخالفونها في هذه الوجهة.

ومن الأمثلة على هذا الاستعلاء ما نقلته كبار وسائل الإعلام عن هوكينغ وموقفه من الجنة، فقد أورد موقع (CNN) الإخباري التابع لأكبر شبكة قنوات أمريكية هذا الخبر وبهذا العنوان المثير [هوكينغ: لا وجود للجنة والحياة الآخرة قصة خرافية]، ثم أوردت

اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست