اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 193
فقال a: إن شئت دعوتُ، وإن
شئتَ صبرتَ وهو خير؟ قال: فادعُهُ، فأمره a أن يتوضّأ فيُحسن وضوءه ويُصلّي ركعتين ويدعو
بهذا الدعاء: (اللهم إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبي الرحمة يا محمّد إنّي
أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى، اللهمّ شفّعه فيّ)، قال الراوي: فوالله
ماتفرّقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا كأن لم يكن به ضُرّ[1].
وقد
فهم الصحابة وكل العلماء ـ ما عدا التكفيريين ـ من الحديث شموله لحياة رسول الله a،
وبعدها، حتى راوي الحديث فهم منه ذلك، فقد روي عن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً كان
يختلف على عثمان بن عفان في حاجته، وكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته،
فلقي ابن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة ثم ائت المسجد
فصلّ فيه ركعتين وقل: اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمد a نبي الرحمة، يا محمد
إنّي أتوجّه بك إلى ربّي فتقضي لي حاجتي. وتذكر حاجتك ورُح حتى أروح معك، فانطلق
الرجل فصنع ما قال له، ثم أتى باب عثمان بن عفان فجاءه البواب حتى أخذ بيده فأدخله
على عثمان بن عفان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال: حاجتك، فذكر حاجته وقضاها له،
ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة، وقال:ما كانت لك من حاجّة، فاذكرها، ثم
إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيراً، ما كان ينظر
في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلّمتَه فيّ، فقال عثمان بن حنيف: والله ما كلّمتُه
فيك، ولكنّي شهدت رسول الله a وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال له النبي a..
[1]
رواه أحمد في المسند (4 / 138)، والترمذي (تحفة 10 / 132، 133)، والنسائي في عمل
اليوم والليلة (ص 417)، وابن ماجة في السنن (1 / 441) والبخاري في التاريخ الكبير
(6 / 210) والطبراني في المعجم الكبير (9 /19)، وفي الدعاء أيضاً (2 / 1289)
والحاكم في المستدرك (1 / 313، 519) وصححه وسلمه الذهبي والبيهقي في دلائل النبوة
(6 / 166)، وفي الدعوات الكبير.
اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 193