اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 179
الذي
تركه الناس اتقاء شره، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها وينقرها، ولا يذكر الله
فيها إلا قليلًا، ولا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ولا يحج مع قدرته على الحج،
ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، والذي لا يبالي بما حصل من المال، من
حلال أو حرام، ولا يصل رحمه، ولا يرحم المسكين، ولا الأرملة، ولا اليتيم، ولا
الحيوان البهيم، بل يزجر اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين، ويرائي الناس بعمله؛
ليكسب مدحهم له، ويمنع الماعون، ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه، وبذنوبهم عن ذنبه -
فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبون في قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغيرها
وكبيرها)[1]
وسنكتفي
هنا بذكر بعض ما ورد في النصوص المقدسة من ذلك، لنرى من خلالها دور الإيمان
بالبرزخ في التربية والإصلاح.
1.
الظلم والطغيان والاستبداد: ولعله من أكبر أسباب العذاب في البرزخ، وإليه الإشارة
بقوله a: (اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن
الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)[2]، ويوم القيامة، لا يشمل الموقف فقط، بل يبدأ من الموت نفسه، كما ورد في
الحديث: (إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته)[3]
ومن
النصوص الدالة على هذا قوله تعالى عن آل فرعون: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ
عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ
فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ [غافر: 46]، فهذه الآية الكريمة أخبرت أنهم
وفي الوقت الحالي يعرضون على النار غدوا وعشيا، ولم يملك صبحي