اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 158
وقال
مبينا تجسم الأعمال المختلفة في الصور المناسبة لها: (إذا مات العبد المؤمن دخل
معه في قبره ستُ صور، فيهن صورة هي أحسنهنّ وجهاً، وأبهاهنّ هيئة، وأطيبهنّ ريحاً،
وأنطقهنّ صورة، قال: فيقف صورة عن يمينه، وأُخرى عن يساره، وأُخرى بين يديه،
وأُخرى خلفه، وأُخرى عند رجليه، ويقف التي هي أحسنهنّ فوق رأسه، فإن أتى عن يمينه،
منعته التي عن يمينه، ثمّ كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست، قال: فتقول أحسنهنّ
صورة من أنتم جزاكم الله عني خيراً؟ فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلاة، وتقول
التي عن يساره: أنا الزكاة، وتقول التي بين يديه، أنا الصيام، وتقول التي خلفه،
أنا الحج والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثمّ يقلن: من
أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل
محمّد)[1]
وبما
أن هذه المسألة من المسائل المشكلة التي وقع الاعتراض عليها، خاصة من طرف أولئك
الذين ينكرون أو يؤولون ما ورد من النصوص حول هذا العالم، لذلك سنذكر هنا ما أورده
المتكلمون من أدلة على ذلك، مصنفين لها، بحسب نوعها إلى نقلية وعقلية.
أ ـ الأدلة
النقلية على تجسم الأعمال:
أورد
المتكلمون المؤيدون لتجسم الأعمال الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
الدالة على ذلك، وسنقتصر هنا على ما ذكره العلامة جعفر السبحاني في تفسيره
الموضوعي [مفاهيم القرآن]، مع بيان وجوه الاستدلال التي ذكرها، والتي قد نضيف
إليها ما نراه مناسبا[2]: