اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 156
الدنيا
هي نفسها التي تتجسم له بعد ذلك في صور من النعيم والعذاب.
وهو ما
أشار إليه قوله a: (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم
إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)[1]
ومثله
ما ورد من أحاديث تتعلق بعالم البرزخ وتجلي العمل فيه في صورة حسنة للمؤمن، وقبيحة
لغير المؤمن، ففي الحديث الذي يصف فيه a مصير المؤمن، وبعد أن ينجح في
الإجابة على الأسئلة التي تطرح عليه، قال a: (ينادي مناد من السماء: أن
صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال:
فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه
حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها
نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير، من أنت؟
فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت
سريعاً في طاعة الله، بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب من
الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا
رأى ما في الجنة، قال: ربِّ عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له:
اسكن) [2]
وفي
المقابل ذكر a أن العبد الكافر أو الفاجر بعد أن يسيء
الإجابة (ينادي منادٍ في السماء أن كذب، فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً
إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه في قبره، حتى تختلف فيه أضلاعه،
ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا
يومك الذي كنت توعد، فيقول: وأنت فبشرك الله بالشر، من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء
بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث،