اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 142
ولسنا ندري مدى دقة هذا التعليل أو
صحته، لأن عالم البرزخ ليس مرتبطا بالأمم بقدر ارتباطه بالأفراد، ذلك أن لكل فرد
في ذلك العالم حكمه الخاص به، والمرتبط بعمله.
ولذلك فإن التعليل الأحسن من هذا ربطه
بالإيمان والكفر، لا بهذه الأمة وغيرها، وقد ورد في ذلك عن الإمام الصادق أنه سئل:
(أصلحك الله مَن المسؤولون في قبورهم؟)، قال: (من مُحِضَ الإيمان ومن محض الكفر)، فقيل
له: (فبقية هذا الخلق؟)، قال: (يلهى والله عنهم، ما يُعبأ بهم)[1]
وبناء على كل هذا، فإن الأسئلة
والاختبارات التي يتعرض لها الإنسان في عالم البرزخ لا يمكن حصرها، ولكن ورد في
الروايات ما يدل على بعضها، ومنها السؤال عن موالاة المؤمنين الذين أمر رسول الله a
بموالاتهم، ومعاداة الأعداء الذين أمرت هذه الأمة بعداوتهم، ذلك أن بنيان الدين لا
يستقيم إلا بموالاة الصالحين، واتباعهم، ومعادة الفجرة، ومواجهتهم.
ومن تلك الروايات ما روي عن الإمام
الصادق أنه قال: (إن المؤمن إذا أخرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره يزدحمون
عليه،حتى إذا انتهي به إلى قبره قالت له الأرض: مرحبا بك وأهلا، أما والله لقد كنت
أحب أن يمشـي علي مثلك، لترين ما أصنع بك. فتوسع له مد بصره، ويدخل عليه في قبره
ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه، فيقعدانه
ويسألانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: الله، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: الإسلام،
فيقولان: ومن نبيك؟ فيقول: محمد. فيقولان: ومن إمامك؟ فيقول: فلان. قال: فينادي
مناد من السماء:صدق عبدي، أفرشوا له في قبره من الجنة، وافتحوا له في قبره باباً
إلى الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا، وما عندنا خير له. ثم يقال له: نم