اسم الکتاب : أسرار ما بعد الموت المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 137
فكلكم
ـ يقصد المؤمنين الصالحين ـ في الجنة بشفاعة النبي المطاع، أو وصي النبي، ولكني
والله أتخوف عليكم في البرزخ)، قلت: وما البرزخ؟ قال: (القبر منذ حين موته إلى يوم
القيامة)[1]
ومع
هذا، فإن هذا الأمر قد لا يكون عاما، ذلك لأن لكل إنسان في ذلك العالم حكمه الخاص،
وذلك بحسب درجته ومرتبته ونوع معاصيه.. ولهذا ورد في النصوص ما قد يشير إلى
إمكانية الشفاعة هناك كما في سائر المحال.
بناء
على هذا نحاول في هذا المبحث التعرف على مراتب الموتى في البرزخ، وأنواع نعيمهم
وعذابهم، ومدى ارتباط ذلك بالعمل، مع التنبيه إلى أننا ذكرنا بتفصيل الرد على ما
يطرحه من يدعون التنوير من إنكار ما يرتبط بهذا العالم من نعيم أو عذاب في كتاب
[التنويريون والصراع مع المقدسات]
1 ـ مراتب النعيم والعذاب في البرزخ:
بناء
على كون العدالة الإلهية، وتربية الله لعباده، من أهم تجليات النشأة الأخرى،
والمرتبطة بجميع المراحل التي يمر بها الإنسان، ابتداء من الموت، وانتهاء بدار
القرار؛ فإن للموتى في البرزخ، سواء قبروا، أو لم يقبروا، مراتب كثيرة، ربما تساوي
في عددها عدد البشر أنفسهم، ذلك أنه من المستبعد أن يتساوى اثنان من البشر في جميع
ما فعلوه.
ولذلك
فإن أول المراحل التي يكتشف فيها الإنسان مرتبته مرحلة البرزخ، وابتداء من الموت،
كما ذكرنا ذلك سابقا.
وأول
ما يكتشفه إيمانه، وهل كان إيمانا حقيقيا راسخا، أم كان مجرد ألفاظ يرددها، ولذلك
ورد في النصوص القطعية الكثيرة ما يدل على ذلك الاختبار الإلهي الذي يكشف